طلبت حبيبتي أن نحضر الندوة معا و رغم أنني لم أكن ميالا للحضور إلا أني وافقتها بعد أن أكدت على أهمية الحاضرين, مشينا نتمايل أحدنا على الآخر في تناغم و عشق مع نسمات الخريف المنعشة.
فجأة ظهر حولنا مجموعة من الشبان بين الرابعة عشر و الخامسة عشر تشع وجوههم جرأة و إجراما , أخرجوا السكاكين و بدءوا بالمزاح و تطور المزاح إلى تبادل الطعنات , تملكنا الخوف و أخذنا نجد السير هربا من هذا الموقف الحرج, إلا أنهم حاصرونا أمام بيت قديم, دخلنا إلى البهو الواسع لنحتمي بالسكان و لكن البيت يكاد أن يكون مهجورا و السلالم متآكلة.
أخذ الشبان يتراشقون بالسكاكين و قد ظهر على أسنة بعضها شعل من النار, أخذ بعضهم ينفث النار من فمه مشعلا النار من أسنة السكاكين كما يفعل الحواة.
أصابني سكين في رأسي و لم تسل دمائي , ربما لو سالت لخفف هذا حدة الألم, أخذوا في انتهاك حبيبتي بينما أنا جالس على الأرض لم آت بأية حركة أو كلمة أو حتى اعتراض رغم أنهم لم يوجهوا إلي سكينا واحدا و كانت هي الأخرى صامتة, تركونا على حالنا و ذهبوا.
واصلت حبيبتي السير و لم تنظر إلي أو تعاتبني ممسكة بيدي كي تشجعني على المسير بينما كنت أنا الذي ينتظر أن تتلاقى أعيننا كي أوجه لها نظرة لوم.
دخلنا معا الندوة لنجد نفس الشبان و قد تمركزوا على الكراسي بابتساماتهم الغبية و عيونهم المتلمظة يزدردون ريقهم بشبق و يمسحون الزبد من على جوانب أفواههم كي لا يظهر للحاضرين .
جلسنا أنا و حبيبتي و قد بدأ الأستاذ الكبير في تقديم الندوة, فجأة نظر أحدنا للآخر و أطلقنا ساقينا للريح وسط ذهول الجميع و ما أن أحسسنا بالأمان حتى انفجرنا ضاحكين.
و أخذت تسأل: علام تضحك؟
فأسأل: علام تضحكين؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق