السيد طفل من قرية صغيرة تقبع وسط المساحات الخضراء,بعيدا بعيدا عن المدينة لذا فإنها لم تتشوه بعد , لم تنالها لمسات المدينة و التي تحول القرية إلى مسخ. السيد الآن في عامه الثالث عشر يقرأ كثيرا كثيرا و يحلم أكثر. السيد الآن يفكر , كان السيد يسير مشواره اليومي على السكة الترابية بجوار الترعة الكبيرة يفكر إلى أن يتخطى الكوبري ليجد شجرة التوت في انتظاره كما انتظرته كل يوم بعد أن أنهكه التفكير , عندما يجلس تحتها يغمض عينيه ليطلق لأحلامه العنان , أبواه أميين لا يملكان من حطام الدنيا إلا القليل , هؤلاء ليسوا أهله الحقيقيين لقد وجداه عندما كان طفلا رضيعا و ربياه و معه أوراق تثبت أنه ابن البك صاحب الفيلا التي تقبع في أطراف القرية و نادرا ما تفتح , لابد أن يأتي أبوه يوما ليسترده و يأخذه معه إلى المدينة و لكنه سيرفض مغادرة القرية التي تربى فيها , سيطلب من أبيه البك أن يقيم بالفيلا و سينتظر قدومه من المدينة ليقيم معه يوما أو يومين ثم يعود كعادته, سيطلب منه بقرة ليضعها في الحظيرة الخاوية فلطالما حلم هو والرجل الذي رباه ببقرة تجلب لهم الخير و يبيعون ما زاد من منتجاتها لتريحهم من شظف العيش , سيستأذن أبيه البك أن يقيم معه في الفيلا الرجل و المرأة اللذان ربياه فإذا حضر هو سيقيمان بالغرفة الملحقة بالحديقة إلى أن يغادر , سيأكلون اللحم و الطيور يوميا فلقد احترقت أمعاءهم من أكل الفول و الطعمية و أصبح السيد يتحاشى عيني الرجل الذي رباه في المواسم و الأعياد و التي قد تمر دون أن يأكلوا اللحم , سيطلب من أبيه البك أن يحضر له مدرسين من المدينة و خاصة في اللغة الإنجليزية فإنه يشعر أن ما يتعلمه شبيه اللغة و ليس لغة , سيأكلون في أطباق من الصيني لابد أنها موجودة داخل الفيلا , هو لم يراها أبدا و لا يعرف سوى الطبق الصاج أو البلاستيك , سيطلب من أبيه البك ملابس جديدة و جلبابا من الصوف أزرق أو رصاصي بأقلام و ..................... و يمر الأطفال الأصغر منشدين (يا طالع الشجرة , هات لي معاك بقرة , أحلبها و تسقيني , بالمعلقة الصيني , يا مين يربيني) يفتح السيد عينيه لينظر أعلى الشجرة و يبتسم.
الاثنين، 15 يونيو 2009
أحلام السيد (قصة)
السيد طفل من قرية صغيرة تقبع وسط المساحات الخضراء,بعيدا بعيدا عن المدينة لذا فإنها لم تتشوه بعد , لم تنالها لمسات المدينة و التي تحول القرية إلى مسخ. السيد الآن في عامه الثالث عشر يقرأ كثيرا كثيرا و يحلم أكثر. السيد الآن يفكر , كان السيد يسير مشواره اليومي على السكة الترابية بجوار الترعة الكبيرة يفكر إلى أن يتخطى الكوبري ليجد شجرة التوت في انتظاره كما انتظرته كل يوم بعد أن أنهكه التفكير , عندما يجلس تحتها يغمض عينيه ليطلق لأحلامه العنان , أبواه أميين لا يملكان من حطام الدنيا إلا القليل , هؤلاء ليسوا أهله الحقيقيين لقد وجداه عندما كان طفلا رضيعا و ربياه و معه أوراق تثبت أنه ابن البك صاحب الفيلا التي تقبع في أطراف القرية و نادرا ما تفتح , لابد أن يأتي أبوه يوما ليسترده و يأخذه معه إلى المدينة و لكنه سيرفض مغادرة القرية التي تربى فيها , سيطلب من أبيه البك أن يقيم بالفيلا و سينتظر قدومه من المدينة ليقيم معه يوما أو يومين ثم يعود كعادته, سيطلب منه بقرة ليضعها في الحظيرة الخاوية فلطالما حلم هو والرجل الذي رباه ببقرة تجلب لهم الخير و يبيعون ما زاد من منتجاتها لتريحهم من شظف العيش , سيستأذن أبيه البك أن يقيم معه في الفيلا الرجل و المرأة اللذان ربياه فإذا حضر هو سيقيمان بالغرفة الملحقة بالحديقة إلى أن يغادر , سيأكلون اللحم و الطيور يوميا فلقد احترقت أمعاءهم من أكل الفول و الطعمية و أصبح السيد يتحاشى عيني الرجل الذي رباه في المواسم و الأعياد و التي قد تمر دون أن يأكلوا اللحم , سيطلب من أبيه البك أن يحضر له مدرسين من المدينة و خاصة في اللغة الإنجليزية فإنه يشعر أن ما يتعلمه شبيه اللغة و ليس لغة , سيأكلون في أطباق من الصيني لابد أنها موجودة داخل الفيلا , هو لم يراها أبدا و لا يعرف سوى الطبق الصاج أو البلاستيك , سيطلب من أبيه البك ملابس جديدة و جلبابا من الصوف أزرق أو رصاصي بأقلام و ..................... و يمر الأطفال الأصغر منشدين (يا طالع الشجرة , هات لي معاك بقرة , أحلبها و تسقيني , بالمعلقة الصيني , يا مين يربيني) يفتح السيد عينيه لينظر أعلى الشجرة و يبتسم.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق