رن جرس الهاتف وما أن رفعت السماعة حتى انهال على بسيل من السباب ثم أردف: أين أنت من ثلاثة أشهر
وأجبت: مشغول والله يا حاج
فأجاب: البيت على بعد ثلاثة خطوات
أجبت: عندى ساعتين من الفراغ صباحا سآتيك باكرا
قال: ولكنى أذهب للنادى صباحا
قلت: ولكنك تذهب للنادى منذ واحد وعشرون عاما فلا تذهب غدا
أجاب: ملعون أبوك لأبو اللي جابوك وأغلق السماعة.
أطرقت وأنا أتذكر صفعته على وجهى عندما كنت فى الثامنة عندما تأخرت عن موعد عودتى ثلاث ساعات ولكنى لم أنس أبدا منظر هلعه علي وتذكرت عندما كان ينظر إلى بقسوة عندما أخطئ ولكنى لم أر فيها أبدا غير حب عميق وتذكرت حينما عارض دخولى كلية الطب لأنى لن أكون سعيدا بالدراسة المستمرة واتهمته والدتى حينها بالجنون, و تذكرت حينما وبخني شابا لأني عاكست فلاحة بسيطة فأصبحت من يومها ملتزما , هنا رن الهاتف يستدعينى لاستقبال مولود, بسرعة نسيت كل شئ وتوجهت إلى عملى وعندما عدت توجهت للنوم مباشرة ورأيت نفسى فى غرفة الولادة أستقبل مولودا هو لأبى كانت المرأة جميلة وفتية والممرضات يضحكن ويتغامزن وترامى إلى سمعى بعض الكلمات مثل _ إنه فى الواحدة ولثمانين_ كنت سعيدا حقيقة بل ومبتهجا أيضا وعندما خرجت لم أجده وتوجهت إلى منزله فقابلنى بامتعاض وأسرعت أخرج الحبوب من جيبى فسألنى ما هذا؟ أجبته حبوب زرقاء لزوم العروس الجديدة
فصاح: امش يا ابن الكلب أنا أفضل من عشرة مثلك.
استيقظت ومازالت الابتسامة على وجهي, ارتديت ملابسى وسألتنى زوجتى لماذا كل هذا التأنق فى الصباح الباكر إلى أين؟ فأجبتها إلى النادى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق