الاثنين، 16 مايو 2011

قصة شهيد (قصة)

قصة شهيد

شئ ما ارتطم برأسي, ما هذا؟لا أشعر بقدمي , لا أستطيع تحريك يدي . لم أشترك في مظاهرة طوال عمري لكن أحسست أنني يجب أن أشترك اليوم, صليت الجمعة مع الآلاف , نظرت في عيونهم .. نظرتهم تختلف عن قبل ثلاثة أيام , في عيونهم شئ جديد, يبدو أنهم أدركوا أنهم يستطيعون, شئ يتسرب من رأسي , أشعر به يسري لزجا على رقبتي. منتهى أملي كان إقالة وزير الداخلية , كنت أشعر بالظلم , أريد الانتقام لآلاف عذبوا و قتلوا بدون ذنب اقترفوه , روقبت عدة مرات و كنت أشعر بالمراقبة و عندما سألت أحد الواصلين لم يبخل علي بالإجابة ألا و هي أن الهاجس الأمني لدى ضباط أمن الدولة يعد كافيا لمراقبتي لأتفه الأسباب و أضاف أنني يجب أن أحمد الله أنهم لم يستدعوني ليروني ألوان العذاب لمجرد الاشتباه , عندما سمعت هذا ازداد كرهي لهم و حقدي عليهم , لم تعد قضيتي بمفردي , إنها قضية شعب يرزح تحت نير الظلم و القهر , لكن لماذا لا أستطيع فتح عيني؟ أشعر بالخدر يسري في جسدي و لكني لست خائفا ....... لست خائفا ياللعجب لقد كنت أرتعد عندما أسمع عن قصص من ماتوا تحت التعذيب و اليوم لا أخشى شيئا ؟ أشعر براحة غريبة و لكن يبدو ........ يبدو أنني أحتضر , يبدو أنني لن أرى نتيجة ما بدأ اليوم , لا يهمني إن كنت أحتضر أم لا , كل أمنيتي أن يطول عمري لأرى نتيجة ما بدأ , أنا مطمئن لقد رأيت في عيونهم الجرأة و التصميم .... لقد هزموا الخوف و لكن ...... أشعر بالنعاس يغلبني , فلأغفو قليلا و أستيقظ لأواصل النضال।

إهداء। : إلى روح الشهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق