الأربعاء، 25 مايو 2011

امرأة من دمي (قصة)

بشجاعة تمددت على سرير الولادة غير عابئة بالنظرات الساخرة.
تتغامز الممرضات و تقول إحداهن للأخرى: و تدعي الفاجرة أنهاعذراء.
يقول الطبيب : تقولين أن حملك استمر ثلاثة أعوام يا حلوة ...... أليس كذلك؟
ترد غير هيابة: كما قلت لك من قبل.
بعد ولادة الطفل بثوان تحول إلى رجل كبير هو أنا و خرج الجميع عدوا من الغرفة في هلع.
ما أن نظرت إلى المرأة حتى تحولت إلى سحابة لا لون لها اقتحمت أنفي عنوة, بعدها أحسست ألما حادا عميقا عاصرا في صدري لا يحتمل , توجهت إلى دار الأيتام و كان تصوري أن أجد أما بديلة فقد تخف حدة الألم و ما أن قابلت الموظف الطيب و حكيت له القصة حتى وجهني إلى الطبيب الذي بوسط المدينة لعلي أجد الحل عنده.
ابتسم الطبيب بعد أن أجرى الكشف و قال: إن هذه الآلام لن تشفى إلا باقتلاع الضلع الأيسر المواجه للقلب.
قلت : أرجوك أنقذني بسرعة.
قال: هناك مشكلتان ..... الأولى أن العملية يجب أن تتم بدون مخدر.
قلت جزعا: و هل سأتحمل ذلك؟
قال: هذا قدرك.
قلت: والثانية؟
قال: أنه يجب أن تجري الجراحة لنفسك.
دهشت و قلت: هذا مستحيل.
أضاف منهيا المقابلة : كل ما أستطيع أن أساعدك به أن أعطيك هذا المبضع و الله معك.
توجهت إلى منزلي و أنا في قمة الحيرة و الإحباط فوجدت أثاث المنزل قد اختفى إلا من قطعة من الحصير , تمددت عليها منهكا و ذهبت في نوم عميق. استيقظت فوجدت امرأة غاية في الجمال ممددة بجواري.
سألت منبهرا: من أنت ؟ ............... أنت تشبهين امرأة أعرفها.
قالت : صباح الخير ............ أنا ضلعك.
قلت: هل أنت أمي؟
قالت : أنا أمك و ابنتك في نفس الوقت.
قلت : و لكن الطبيب قال ...........................
وضعت يدها الموشومة بالحناء على فمي بهدوء و قالت: من قال لك أن الطبيب يعرف كل شئ.

إهداء: إلى ذات العينين الساحرتين , سحرهما أنهما مرآة لروحها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق