من باب حب الاستطلاع سأل عن منزل الضابط المتوفى منذ عشرين عاما و على الفور خف أحد الرجال الجالسين على مقعد البواب خلفه متابعا إياه , عاد إلى المنزل مذعورا و حكى لزوجته و التي وبخته متسائلة و ما أدراك أن العمارة لا يقطنها رجل مهم , أخذ يتلفت يمينا و يسارا كلما خرج من بيته و من شدة الذعر ذهب إلى قسم الشرطة ليسلم نفسه بتهمة التداخل الأمني تشكك الضابط و استجوبه من أين أتيت بهذا التعبير و أقسم للضابط أنه ابتكره و عندما تأكد الضابط من صدقه قدم له سيجارة مستوردة و كوبا من الشاي و أكد له أن أي جهة تريده فلسوف تستدعيه و لكن كلام الضابط زاده خوفا و أخذ ينتظر أن تستدعيه الجهة و لم يحدث , عندما زاد الهلع ذهب إلى شيخ المسجد و الذي سأله عن نوع الصابون و الجيل الذي يستعمله و أين يدخر ماله و أخبره أن معيشته حرام في حرام , أفتاه أن يتبرع بماله لدورة مياه المسجد لأنه أقذر مكان في المسجد تتناسب مع أمواله القذرة و المدخرة بالبنك و كفارة إضافية حيث أن الصابون و الجيل بدهن الخنزير فعل ما قاله الشيخ ثم اختفى الشيخ فجأة مما زاده هلعا فالتقطه أفراد جماعة دينية و أخبروه أن لا الضابط و لا أبوه يملكان لأنفسهما من الله شيئا, ارتاح لهذا الكلام الطيب و بعد أربعة جلسات أخذوا يلقنونه ما سيقوله للضابط في الاستجواب و ألا ينسى أن يدعوه للانضمام للجماعة و أن يدعوا له عندما يطلق سراحه, من المسجد إلى المنزل اختفى مرتعدا تحت كل أغطية البيت , وضع أربعة مزاليج على الباب و كذلك علي الشبابيك, لم يأته أحدا للقبض عليه فذهب إلى القسم يسلم نفسه بتهمة التآمر على حياة ضابط و انضمام لجماعة محظورة و محاولة قلب نظام الحكم و تكدير الأمن العام و استجوبه ضابط القسم و اعتصره هذه المرة إلى أن اكتشف أن الضابط توفي منذ عشرين عاما و أن عمره وقتها كان أحد عشرة سنة قدم له نفس السيجارة و كوب الشاي و طمأنه بأن الجهة التي تريده سوف تستدعيه, يتلفت يمينا و يسارا كلما خرج من بيته و لكن كيف سيشاهد من يسير خلفه و هكذا قرر أن يسير ظهره لللأمام و وجهه للخلف حتى يكتشف من يراقبه و كانت قناعته أن على الجميع أن يسيروا هكذا و على الفور خيرته زوجته بين مستشفى الخانكه و العباسية فالماديات الآن لا تسمح و اختار العباسية لأن حدائقها تعجبه و فور دخوله المستشفى عاد إلى مشيته الطبيعية مما أثار فضول الطبيب الشاب و لما سأله أجابه : إننا هنا في مستشفى و ليس على المريض حرج
الاثنين، 29 مارس 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق