أحمق
يسميني أصدقائي ذو الفرشاة المسحورة و البعض ذو الأصابع الذهبية , لم أكن أدري أن حياة الفنان تنتهي بزواجه خصوصا ......... . بعد أن أقضي اليالي في رسم اللوحة أشير إليها بفخر و أسألها عن رأيها فتنظر نظرة جامدة تتعمد أن تجعلها روتينية و تقول بلا اهتمام : نعم , جميلة جدا, أنظر إليها خائب الرجاء و قمة الحنق , ساعتها أدرك لماذا انتهت حياتي باكرا , اعتزلت المسابقات و المعارض منذ زمن برغم الجوائز التي كنت أحصدها فقد أدركت أن الأمعاء الخاوية لا تتذوق الفن , تودعني بقائمة طلبات مصاحبة ببرود اعتدت عليه فأنا خادمها المطيع و عبد أولادها , حالتي متيسرة و هي ليست جميلة أساسا و لا تفوقني بشئ بالمرة فلماذا تستعبدني هكذا؟ و لماذا أرضى بذلك, و أنا أعبئ سيارتي بالطلبات أفكر في صديقي الكاتب المأفون ذو الحظ العسر دائما فهو من فقر إلى فقر, كلما طرق بابا للرزق سد في وجهه سريعا , تزوج من امرأة عاشقة للمطبخ أما الفن فهذا أبعد شئ عن خيالها , طالما رجاها أن تقرأ شيئا من كتاباته فتأبى بترفع و أنفة مذهلين و كأنه يأخذها للمزبلة ثم تلمزه بكلمتين عن طلبات المنزل و مصروف الأولاد فتخرسه حتى داخل نفسه. بعد الشراء تقابلنا في المقهى كعادتنا:
- متى ستغير زوجتك؟
- عندما أجد نسمة.
- هل تعرف واحدة بهذا الاسم.
- لا
- هل تقصد نسمة حرية؟
- لا.
- إذا أنت كاتب مخبول.
- ربما كنت كذلك.
- أتدري بماذا أشعر و أنا أراك تسعى و لا تكل و رغم أنني أغنى منك؟ إنك تشعرني بخيبتي رغم أني أراك مدع لا أكثر , تبدأ ثم سريعا ما تنسحب لتبدأ و كأن تكرار الإقدام و الإحجام يطربك و يشجيك .
- قد لا يكون الأمر هكذا بالضبط , ربما هي الصعوبات و لا تنسى أنك مستسلم تماما لقدرك و لن أسألك متى ستغير زوجتك فأنت لن تفعل و حتى لو فكرت لن أصدقك.
- جلستك أصبحت مملة , دعنا نغير الموضوع.
- اسمح لي بالرحيل فقد جاءتني فكرة جديدة.
- أنت تكتب بلا طائل.
- أنا أنشر في صديقتي العنكبوتية مثلك تماما.
- أنا لوحاتي ماثلة للعيان , واقعا يتحدى.
- و كذلك كتاباتي.
ما الذي فعلته يا أبي ؟ لقد زججت بي في زيجة مع ذلك الأحمق المخبول في رابطة لا فكاك منها, قال ذو الفرشاة المسحورة !!! لعنة الله عليه و على فرشاته, إنه يظن نفسه متفوقا علي بتلك الخربشات التي يرسمها, أتحدى أن أي طفل يستطيع أن يفعل أفضل من ذلك و ما هؤلاء الحمقى من حوله و الذين يمجدونه و يبجلونه و كأنه عبقري الزمان , إنهم مجموعة يعيشون الخيال و لا ينتمون إلى عالمنا بأي شكل من الأشكال, أنا أمقته و أمقتهم جميعا و هو لن يهزمني بأي حال , سأنتهي من تنظيف الحمام و أسبقه إلى الفراش قبل أن يحضر و إن لم أنم سأتصنع النوم.
يا لها من صينية محشو باذنجان, أكاد أجن من منظرها, هيه ....... سامحك الله يا أبي زججت بي في مقبرة ذلك التافه الأحمق تماما , إنه مدع لا أكثر , يطير فرحا كلما زاد قراءه على الملعونة العنكبوتية و التي لولاها ما جرؤ أن يرفع رأسه و لا أن يواجه عيني و لكن لا ... سأستمر في مداورته , لن أجعله يهنأ باعتراف مني , أيريد هذا المفلس أن يشعر بالتفوق؟ لن ينالها و لو بعد ألف عام و ما الذي يجعله هكذا فخورا بنفسه , إنه يعطيني مصروفا لا يكفي لعشرة أيام من الشهر, بيني و بين نفسي ما أسعدني عندما يلتحق بعمل ثم سرعان ما يهوي فيجلس كسيرا أسير أوراقه ليكتب خزعبلات لا أكثر و يمتدحه المخابيل أمثاله, دعوني أقول لكم أيها المخابيل أنه لم يجدد شيئا في البيت منذ زواجنا و لم يدخل علي و في يده قطعة من الحلي الذهبي أو حتى زجاجة عطر كما يفعل الرجال المحترمون, سأنتهي من العشاء و أسبقه إلى الفراش قبل أن يحضر و إن لم أنم سأتصنع النوم.
ماذا أكتب ؟ لا أدري ماذا أكتب و لكن أشعر أنني أحاول شيئا , ربما هو جدل مع نفسي بين أفكاري.... بين أعماقي المختلفة و مستويات وعيي العديدة المتجددة, أشعر أن كل قصة أكتبها هي صديقتي محبوبتي معشوقتي, بنات أفكاري تتلاعب و تتراقص على الأوراق لتصنع نغما نشازا بعض الشئ و لا شك أنه جديد غريب, نحن نقرأ على العنكبوتية لبعضنا البعض فالغالبية يكرهون القراءة و ما حاجتهم إليها هذه الأيام, كيف بدأت حياتي لتنتهي قبل أن تبدأ لتبدأ من جديد و كأنني في رحلة بحث عن التجدد, العنكبوتية احتضنتني لنكون معا قبيلة من الباحثين عن شئ ما مهما اختلف فهو في النهاية واحد, ما الفرق بيني و بين صديقي الرسام إنه يبحث عن اعتراف و إن حصل عليه فلن يشبع , يريد تأكيدا فتأكيدا فتأكيد أما أنا فقد اعترف بي أصدقائي و هذا يكفي فما يهمني إن اعترفت هي أم لا , أريد أن نفرح معا, هو طلب غريب و ربما غير مفهوم - أن نفرح معا! و ربما نشقى معا لنفرح معا تارة أخرى فنذوق الفرحة بطعم مختلف.
- لماذا تتصل بي في عز الظهيرة يا أحمق؟
- لقد وجدت نسمة.
- نسمة حرية؟
- بل نسمة الحقيقية.
- ما اسمها؟
- نسمة يا أحمق.
- هل صوبت نحو واحدة اسمها نسمة؟
- بل وجدت نسمة. - يا لك من أحمق.
يسميني أصدقائي ذو الفرشاة المسحورة و البعض ذو الأصابع الذهبية , لم أكن أدري أن حياة الفنان تنتهي بزواجه خصوصا ......... . بعد أن أقضي اليالي في رسم اللوحة أشير إليها بفخر و أسألها عن رأيها فتنظر نظرة جامدة تتعمد أن تجعلها روتينية و تقول بلا اهتمام : نعم , جميلة جدا, أنظر إليها خائب الرجاء و قمة الحنق , ساعتها أدرك لماذا انتهت حياتي باكرا , اعتزلت المسابقات و المعارض منذ زمن برغم الجوائز التي كنت أحصدها فقد أدركت أن الأمعاء الخاوية لا تتذوق الفن , تودعني بقائمة طلبات مصاحبة ببرود اعتدت عليه فأنا خادمها المطيع و عبد أولادها , حالتي متيسرة و هي ليست جميلة أساسا و لا تفوقني بشئ بالمرة فلماذا تستعبدني هكذا؟ و لماذا أرضى بذلك, و أنا أعبئ سيارتي بالطلبات أفكر في صديقي الكاتب المأفون ذو الحظ العسر دائما فهو من فقر إلى فقر, كلما طرق بابا للرزق سد في وجهه سريعا , تزوج من امرأة عاشقة للمطبخ أما الفن فهذا أبعد شئ عن خيالها , طالما رجاها أن تقرأ شيئا من كتاباته فتأبى بترفع و أنفة مذهلين و كأنه يأخذها للمزبلة ثم تلمزه بكلمتين عن طلبات المنزل و مصروف الأولاد فتخرسه حتى داخل نفسه. بعد الشراء تقابلنا في المقهى كعادتنا:
- متى ستغير زوجتك؟
- عندما أجد نسمة.
- هل تعرف واحدة بهذا الاسم.
- لا
- هل تقصد نسمة حرية؟
- لا.
- إذا أنت كاتب مخبول.
- ربما كنت كذلك.
- أتدري بماذا أشعر و أنا أراك تسعى و لا تكل و رغم أنني أغنى منك؟ إنك تشعرني بخيبتي رغم أني أراك مدع لا أكثر , تبدأ ثم سريعا ما تنسحب لتبدأ و كأن تكرار الإقدام و الإحجام يطربك و يشجيك .
- قد لا يكون الأمر هكذا بالضبط , ربما هي الصعوبات و لا تنسى أنك مستسلم تماما لقدرك و لن أسألك متى ستغير زوجتك فأنت لن تفعل و حتى لو فكرت لن أصدقك.
- جلستك أصبحت مملة , دعنا نغير الموضوع.
- اسمح لي بالرحيل فقد جاءتني فكرة جديدة.
- أنت تكتب بلا طائل.
- أنا أنشر في صديقتي العنكبوتية مثلك تماما.
- أنا لوحاتي ماثلة للعيان , واقعا يتحدى.
- و كذلك كتاباتي.
ما الذي فعلته يا أبي ؟ لقد زججت بي في زيجة مع ذلك الأحمق المخبول في رابطة لا فكاك منها, قال ذو الفرشاة المسحورة !!! لعنة الله عليه و على فرشاته, إنه يظن نفسه متفوقا علي بتلك الخربشات التي يرسمها, أتحدى أن أي طفل يستطيع أن يفعل أفضل من ذلك و ما هؤلاء الحمقى من حوله و الذين يمجدونه و يبجلونه و كأنه عبقري الزمان , إنهم مجموعة يعيشون الخيال و لا ينتمون إلى عالمنا بأي شكل من الأشكال, أنا أمقته و أمقتهم جميعا و هو لن يهزمني بأي حال , سأنتهي من تنظيف الحمام و أسبقه إلى الفراش قبل أن يحضر و إن لم أنم سأتصنع النوم.
يا لها من صينية محشو باذنجان, أكاد أجن من منظرها, هيه ....... سامحك الله يا أبي زججت بي في مقبرة ذلك التافه الأحمق تماما , إنه مدع لا أكثر , يطير فرحا كلما زاد قراءه على الملعونة العنكبوتية و التي لولاها ما جرؤ أن يرفع رأسه و لا أن يواجه عيني و لكن لا ... سأستمر في مداورته , لن أجعله يهنأ باعتراف مني , أيريد هذا المفلس أن يشعر بالتفوق؟ لن ينالها و لو بعد ألف عام و ما الذي يجعله هكذا فخورا بنفسه , إنه يعطيني مصروفا لا يكفي لعشرة أيام من الشهر, بيني و بين نفسي ما أسعدني عندما يلتحق بعمل ثم سرعان ما يهوي فيجلس كسيرا أسير أوراقه ليكتب خزعبلات لا أكثر و يمتدحه المخابيل أمثاله, دعوني أقول لكم أيها المخابيل أنه لم يجدد شيئا في البيت منذ زواجنا و لم يدخل علي و في يده قطعة من الحلي الذهبي أو حتى زجاجة عطر كما يفعل الرجال المحترمون, سأنتهي من العشاء و أسبقه إلى الفراش قبل أن يحضر و إن لم أنم سأتصنع النوم.
ماذا أكتب ؟ لا أدري ماذا أكتب و لكن أشعر أنني أحاول شيئا , ربما هو جدل مع نفسي بين أفكاري.... بين أعماقي المختلفة و مستويات وعيي العديدة المتجددة, أشعر أن كل قصة أكتبها هي صديقتي محبوبتي معشوقتي, بنات أفكاري تتلاعب و تتراقص على الأوراق لتصنع نغما نشازا بعض الشئ و لا شك أنه جديد غريب, نحن نقرأ على العنكبوتية لبعضنا البعض فالغالبية يكرهون القراءة و ما حاجتهم إليها هذه الأيام, كيف بدأت حياتي لتنتهي قبل أن تبدأ لتبدأ من جديد و كأنني في رحلة بحث عن التجدد, العنكبوتية احتضنتني لنكون معا قبيلة من الباحثين عن شئ ما مهما اختلف فهو في النهاية واحد, ما الفرق بيني و بين صديقي الرسام إنه يبحث عن اعتراف و إن حصل عليه فلن يشبع , يريد تأكيدا فتأكيدا فتأكيد أما أنا فقد اعترف بي أصدقائي و هذا يكفي فما يهمني إن اعترفت هي أم لا , أريد أن نفرح معا, هو طلب غريب و ربما غير مفهوم - أن نفرح معا! و ربما نشقى معا لنفرح معا تارة أخرى فنذوق الفرحة بطعم مختلف.
- لماذا تتصل بي في عز الظهيرة يا أحمق؟
- لقد وجدت نسمة.
- نسمة حرية؟
- بل نسمة الحقيقية.
- ما اسمها؟
- نسمة يا أحمق.
- هل صوبت نحو واحدة اسمها نسمة؟
- بل وجدت نسمة. - يا لك من أحمق.