ألقى بالمحمول على الأريكة غاضبا , ابنة الكلب المجنونة , تحملت جنونها ثلاث سنوات و كنت مستعد أن أدفع عمري لأبقى معها فهي ..... فهي .......... . أكنت أحبها أم كان انجذابا و إعجاب؟ , بل إنني أحبها و ربما لا , و لماذا؟ ماذا فيها غير الأخريات؟ ربما ......... لا شئ , كانت بيننا لغة ما , أو لعلي واهم , نعم أنا واهم , بالتأكيد واهم , مؤكد , مؤكد, مؤكد. دخلت عليه الغرفة بهدوء, نظرت إليه بهدوء ,عادت بكوب من الشاي و علبة السجائر على الصينية و خرجت في صمت. منذ متى تقدم لي السجائر تلك البلهاء هي الأخرى إنها لا تطيق رائحتها , فتح الشباك يتنفس نسمة باردة في ليل كئيب و لكنه تسمر إذ أحس شيئا ما , نظر في الغمام دقق أحد النظر ثم فرك عينيه و أغلق النافذة ضجرا , ألقى بجسده على الفراش و فرت دمعة من عينه , جاءت في صمت و تمددت بجواره , احتضنها دون كلمة واحدة , استيقظ في سعادة و كأنه شخص جديد بينما كانت فراشة تصطدم بالزجاج من الخارج.
|
تحية إلى أستاذي العزيز و النص هو استطراد على نصه فله كل التقدير |
الاثنين، 15 نوفمبر 2010
مكالمة (قصة)
ألف رسالة حب (قصة)
لم يقو على الوقوف منتصبا كرجل مهذب يودع امرأة , خانته قدماه , خانته الدنيا, كانت كلماتها مقتضبة عملية جادة مفادها أنها لن تستطيع إكمال الارتباط به فهو لم يفعل شيئا يذكر في حياته العملية و لم يخط خطوة للأمام. مر بذهنه سريعا لحظات من السعادة و الإحباط و العتاب و الشوق و الخصام و الصلح ضمتها أسوار الكلية و لحظات أكثر بعد التخرج شهدتها المدينة خارج الأسوار و الحدود , لقد كان يراهن على حبه و لم يكن يدري وقتها أنه يراهن على الجواد الخاسر , أخيرا عثر جواده و سقط و لم يبق سوى ............ سوى رصاصة الرحمة و لكن من أين تأتيه . لم يفعل شيئا ؟ أم ماذا كان يفعل؟ كل شئ مزدحم , صراع على أشده لم يبق له مكانا فهو يكره الزحام و لا يستطيع الدفع, لا يجرؤ, بل لا يريد ,بل لم يتعلم , ما ذنبه ؟ ما ذنبها؟ هكذا فلسف الخاسر قضيته و لم يحنق و لم يندم بل سامحها في استسلام و جر قدميه قدما لبيته , تمدد على سريره يستحضر أشعارا قالها فيها و قصصا كانت بطلتها , كانت تعجب بها كثيرا , كانت تطير فرحا كلما أطلعها على قصيدة أو قصة , كانت تعده أنها له للأبد , و في جرأة الشباب و تحدي العاشقين كانت تتحدى أن يفرق بينهما الموت بل سيظلا حبيبان حتى بعد الموت , كيف تنتهي قصة حب كتلك نهاية صماء غبية كتلك ؟ أهي هي أم أصبحت ليست هي أم كانت ليست هي منذ البداية؟ ماذا بعد ؟ أخذ يتساءل في انكسار و هل يستسلم و يترك حبه بتلك السهولة ؟ أخذ يعد الأيام أيام القصة فكانت ألفي يوم , لماذا لا يكتب لها كل يوم رسالة حب فهي تعيش في داخله ,في وجدانه , إنها موجودة , حية تضحك و ترقص و تمزح و تسخر و تقول كلاما كثيرا , إنها تتحدث عن أحلام لم تتحقق و آمال لم تقترب , إنها هي بكل ما هي, فليكتب لها كل يوم رسالة إذا , فليكتب و لا يتوقف. الآن بلغت الألف رسالة حب , فلينشرها إذا , كتبها في ألف يوم و استغرق نشرها ألفين و الناس عطشى لقصة حب حقيقية تعيدهم لعالم مفقود , قصة يتنسمون فيها نسمة مختلفة و طعما مختلفا . نفذت الطبعة الأولى بسرعة قياسية و طبعة ثانية و ثالثة ثم رابعة و خامسة, اتصلت به تخبره أنها كانت تنتظره و تنتظر منه خطوة تعيده إليها و طلبت منه أن يلتقيا في نفس المكان القديم ,سألته إن كان قد أخذه الحنين إلى مكانهما أثناء الفراق , لم يرد و اكتفى بصمت طويل, أغلق الخط و ارتدى ملابسه , تأنق و أثناء ربطه رابطة عنقه أخذه وجهه في المرآة , أخذ يتفرسه جيدا, مد أصابعه يلمس تحت عينيه و خديه و جوانب فمه و أنفه, نزع رابطة عنقه, خلع ملابسه و جلس يكتب الرسالة الواحدة بعد الألف.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)